Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

جرعة الإشعاع الكامل قد لا تكون ضرورية لبعض سرطانات الثدي في المراحل المبكرة

http://arylide.com/wp-content/uploads/2016/06/strataxrt-about-radiation-therapy.jpg

  1. يُعد استئصال الورم السرطاني هو الحل الوحيد لسرطان الثدي في المراحل المبكرة ،يتبعه حوالي ٦ أسابيع من العلاج الإشعاعي (٥ أيام في الأسبوع) ؛لتدمير الخلايا السّرطانية التي قد تكون مازالت موجودة ،وهاتان الخطوتان تقللان من خطر إنتكاسة سرطان الثدي (عودة السرطان مرة أخرى).

وقد تساءل الأطباء إذا كانت النساء اللَّواتي تم تشخيصهن في المراحل المبكرة منخفضة خطر الإنتكاسة يستوجب توجيه الإشعاع على الثدي كله-وهو المعيار الحالي للرعاية-أو من الممكن الإكتفاء بالعلاج الإشعاعي للمنطقة المحيطة للمكان الذي تواجد به السرطان.

أشارت نتائج خمس سنوات لدراسة بريطانية أن علاج المنطقة المحيطة بالمكان الذي تواجد به السرطان قد يكون بنفس كفاءة علاج الثدي كله بالإشعاع.

نُشر  البحث في ٩ سبتمبر ٢٠١٧م في جريدة The lonncet ،و شملت الدراسة في ٢٠١٦ نساء في سن ٥٠ فما فوق، تم تشخيصهن في المراحل المبكرة لسرطان الثدي ما بين ٢٠٠٧ و٢٠١٠ ،وكانت جميع السرطانات ٣سم أو أصغر ،و كُنَّ جميعاً يمتلكن ثلاث عقد  ليمفاوية أو أقل إيجابية، وتعرّضن لاستئصال الورم ؛لإزالة السّرطان.

بعد العملية، تمّ عشوائيا تقسيم النّساء إلى واحدة من ثلاثة أنظمة إشعاعية:-

  1. تلقت ٦٧٤ إمرأة جرعة قياسية كاملة ،40GY من الإشعاع للثدي كله.
  2. تلقت ٦٧٣ إمرأة 40GY من الإشعاع للأنسجة الوعائية والأنسجة المتصلة بالورم السرطاني وتمده بالأكسجين وعوامل النمو ،و36Gy لبقية الثدي .
  3. تلقت ٦٦٩ إمرأة 40Gy فقط للأنسجة الوعائية والأنسجة المتصلة بالورم السرطاني وتمده بالأكسجين وعوامل النمو.

Gray (اختصاره Gy)هي الطريقة التي يقيس بها أطباء الأورام الإشعاعية جرعة العلاج الإشعاعية.

قالت تشارلوت كولز -دكتورة وإستشارية الأنسجة الوعائية والأنسجة المغذية للورم في مستشفيات جامعة كامبريدج- : “نحن نرى أنه من المهم إجراء تجربة؛ للإجابة على سؤال هل نحتاج إلى توجيه الإشعاع على الثدي كله لمرضى سرطان الثدي في المراحل المبكرة منخفضة الخطر؟” ،وأضافت: “تلقت مجموعة من النساء العلاج الإشعاعي المعياري بجرعة كاملة على الثدي كله، وتلقت المجموعة الثانية جرعة كاملة على أنسجة الثدي الأقرب إلى مكان تواجد الورم وجرعة أقل على القطاع المحيط ،وتلقت المجموعة الثالثة الجرعة الكاملة على أنسجة الثدي الأقرب إلى مكان تواجد الورم فقط من دون تلقي أي جرعة إشعاعية بعيداً عن ذلك”.

بعد خمس سنوات من المتابعة ،كانت معدلات تكرار الإصابة المحلية (عودة السرطان لنفس الثدي) هي :-

قال دكتور كلوز: “وجدنا بعد ٥ سنوات أن معدلات الإنتكاس المحلية (ظهور السرطان في الثدي حيث تم إكتشافه مرة أخرى بعد العلاج) كانت منخفضة جداً في جميع مجموعات العلاج ،بما فيهم الفئة التي تلقت أقل علاج إشعاعي ،وأن التغييرات المعتدلة والملحوظة في أنسجة الثدي  الطبيعية كانت منخفضة أيضاً في جميع المجموعات” ،وأضاف : “إننا نعتزم الإستمرار في متابعة المرضى لمدة ١٠سنوات على الأقل ؛لأننا نعلم أن إنتكاسة السرطان من الممكن أن تحدث حتى ٥ سنوات بعد إنتهاء العلاج ،وقد يكون عدم وجود جرعة خارج الأنسجة الوعائية والأنسجة المحيطة بالورم السرطاني الممدة بالأكسجين وعوامل النمو كافي في كثير من المرضى، لكن جزء من الجرعة بمستوى أقل من تلك التي تعطي للأنسجة الوعائية والمحيطة بالورم أكثر ملائمة للآخرين”.

    وقالت ماريسا فايس- مديرة قسم الأمراض الباطنية في Breastcancer.org ومديرة طب الأورام بالإشعاع في مركز لانكينو الطبي- : “هذه نظرة أولية جيدة على سؤال مهم يتعلق بالبيانات العشوائية بين إشعاع الثدي الكلي أو الجزئي الذي يبرز الآن” ،وأضافت :”نحن بحاجة إلى متابعة أطول ؛لمعرفة كيف تقارن نظم العلاج هذه ،وأيضا بحاجة إلى إجراء تجارب أخرى لإعداد تقارير عن نتائجها”.

في حين أن هذه النتائج واعدة جداً ،فإنها لاتزال في وقت مبكر ،حيث يحتاج الأطباء إلى معلومات ومتابعة أطول ؛لمعرفة ما إذا كان توجيه الإشعاع على المنطقة التي كانت مصابة بالورم يقدم نفس المعدلات الإنتكاسة بعد ٧ أو ٩ أو ١٠ سنوات من العلاج ؛فالسرطانات منخفضة الخطر بطيئة النمو بطبيعتها ؛لذا من الممكن أن تعود بعد سنوات عديدة من العلاج ،وهذا مهم خصوصا في النساء اللواتي تم تشخيصهن في سن أصغر نسبياً ولديهن سنوات عديدة من الحياة أمامهن.

تدقيق لغوي : بن طبة فاطمة الزهراء.

المصدر:هنا

Exit mobile version