Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

اِضطراب أحلام اليقظة المفرطة

“…عندما شعرت بهذا الألم في طفولتي بدأت أتخيل كيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة. قمت باختلاق قصص لم تحدث قط  لقمع هذا الألم، كنت أعانق وسادتي أو لحافي معتقدا أن شخصا آخر يريحني”.

كثير منا يجد راحة في تخيل بديل أجمل عن الواقع، لكنه قد يتطور مع الوقت ليصبح  حالة مرضية تبعدك عن ممارسة حياتك اليومية. فما هو اضطراب أحلام اليقظة المفرطة ؟

في دراسات حديثة  تم الكشف عما يمكن أن يوصف باختلال نفسي أو إدمان سلوكي جديد حيث تنقلب أحلام اليقظة من طريقة للتكيف مع الاضطرابات النفسية إلى اضطراب نفسي بحد ذاته وعائق يفصلك عن واقعك المعاش.

هذا الاضطراب لا يشكل جزءًا من الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V) أي أنه  ليس لديه أي علاج أو تشخيص رسمي. لكن بعض الخبراء صرحوا أنه يمكن أن يكون ذا آثار سلبية حقيقية على الحالة النفسية لمن يعاني منه.حيث إن المتطوعين في إحدى الدراسات عادة مايجدون أنفسهم منغمسين قهريا في عالم من نسج خيالهم فور استيقاظهم.قد يصاحبه القيام بحركات يدوية، الضحك، الكلام والمشي اللاواعيَيْن كما أنه قد يستمر على هذا المنوال لساعات في اليوم الواحد مما يحل محل التفاعل البشري و يعيقهم عن القيام بأبسط المهمات. أفاد معظم المتطوعين في الدراسات عن تلذذهم بالقصص التي يحيكونها و يجدون أنفسهم مجبرين على تكرار هذا السلوك أغلب الأوقات، وعبر البعض عن استياء شديد اذا تم مقاطعتهم أثناءها.

 

في بداية الدراسة تم ربط الاضطراب بأمراض انفصامية و اضطرابات الشخصية باختلافها لأن أحلام اليقظة المفرطة تم ملاحظتها عند مرضى بقصور الانتباه و فرط الحركة، اضطراب القلق، الإكتئاب السريري و الوسواس القهري. إلا أن الجدلَ لا يزال قائما حول ما إذا يجب تصنيفه كسلوك إدماني أو كأحد الأعراض الإضافية للاضطرابات السابقة لسبب واحد فقط و هو وعي المريض بأنه يحلم و عدم انفصاله عن الواقع تماما أو استيلاء شخصية أخرى عليه.

“على الرغم من أن أحلام اليقظة ممتعة أحيانا إلا أنها تستهلك الكثير من وقتي و طاقتي حيث عبر السنين انتهى بي الأمر بتطوير شخصية خيالية بديلة عني و فقدت السيطرة لدرجة أنني أصبحت خائفا من فقدان اتصالي بالواقع “.

في البداية يكون الإنخراط في أحلام اليقظة طوعيا إلا أن التكرار العمدي له يسبب تطور الاضطراب من محاولة للهروب من الواقع إلى استجابة تكيُّفية تلقائية تقريبا لِأي حدث سار أو غير سار. حيث أفاد أحد المتطوعين عن استمتاعه بأحلام اليقظة في بداية الامر، ليستيقظ ذات يوم مدركا أنه أضاع سنواتٍ من حياته و فرصًا حقيقية من أجل خيال بحت مما أثّر على حالته النفسية سلبا.

 

ما محفزات أحلام اليقظة المفرطة ؟

 

يمكن أن تنطلق أحلام اليقظة بسبب محفز داخلي كفكرة مارة يتم التعلق بها بهوس أو خارجي كمشهد في فيلم ما حيث يتم إعادته بسيناريوهات مختلفة حسب المزاج، لكن الذي يؤدي إلى الإفراط بأحلام اليقظة هو الأرق أو إيجاد صعوبة في النوم ليلا، التفكير بحدث اجتماعي قريب  يثير مشاعر مثل القلق و الخوف، تخيل سيناريو آخر لحادثة مؤلمة وقعت في الماضي كالتنمر و محاولة التكيف مع الشعور بالوحدة و الإنعزال.

 

علاجه:

بما أنه ليس اضطرابا مشخصا فلا يوجد علاج رسمي له. إلا أن الخبراء يقترحون ما يلي:

√ التواصل مع أخصائي نفسي معتمد.

√ محاولة التركيز على المكان و الوقت الحاليين.

√ تحديد المحفزات و تجنبها.

√ تطوير عادة كتابة مذكرات يومية للتعرف أكثر على مشاعرك و كيفية التعامل معها.

√ المداومة على ممارسة الرياضة و خاصة الإسترخائية.

 

تدقيق لغوي: إسماء كعبوب.

 

المصادر  1 2

 

Exit mobile version