يلعب النحل دورًا محوريًا في العديد من جوانب الزّراعة الحديثة، حيث يقوم بنقل حبوب اللقاح (الأمشاج الفردية الذكرية)، من مئبر نبتة إلى مدقّة نبتةٍ أخرى. هذه العملية الحيويّة لها أهمية كبيرة بالنسبة للعديد من المحاصيل ذات القيمة التجاريّة العالية.
اضطراب انهيار المستعمرات خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك، كان مسؤولاً عن خسارةٍ في بعض الأمثلة حوالي 30٪ أو أكثر من خلايا النحل في عامٍ واحد. يبدو أحد التفسيرات لهذا الوضع الخطير أن يكون انخفاض المناعة الفطرية في النحل نتيجة تعرّضها لكمّيات مُميتة من مبيد الكلوثيانيدين، أحد أفراد أسرة المبيدات الحشرية النيونيكوتينويدية.
هذا المبيد الحشري يتسبب في زيادة تعبير بروتينٍ معيّن عند النّحل اسمه DMEL/LRR (مكافئ NLRC3 عند الإنسان). هذا البروتين يمنع تنشيط عامل نسخٍ معروف في الاستجابة الالتهابية اسمه NF-kB، وبالتالي يقلل من إنتاج البيبتيدات المضادة للمكروبات مثل Drosomycin وDefensins ، والنتيجة هي أن هنالك فيروس يصيب النحل اسمه فيروس الجناح المشوّه (Deformed Wing; DFW)، يستغل حالة الضّعف المناعي عند النّحل ليتطور بشكلٍ لافتٍ للنظر في الحشرات المصابة.
يشير فقدان خلايا النحل الناتج عن هذه الإصابة إلى أهمية المناعة الفطرية لبقاء الحشرات بشكلٍ عام، والنحل على وجه الخصوص.
إعداد: بلال عيساني.
تدقيق لغوي: جيلالي زروخي
المصادر:
*Original article: Di Prisco, G., et al. (2013). Neonicotinoidclothianidinadversely affects insectimmunity and promotesreplication of a viral pathogen in honeybees. Proceedings of the National Academy of Sciences, 110(46), 18466–18471.
*Book: Paul, W. E. (2015). An “Ancient” Immune Response Controls “Modern” Immunity. In Immunity (p. 275). BALTIMORE: JOHNS HOPKINS UNIVERSITY PRESS.