شهدت الموسيقى في عصر النهضة تطورا ملحوظا ذلك ببدء الموسيقيين الغناء بوليفونيا ( ألحان متعددة ). و في هذا التطور برز عدة موسيقيين مهرة لهم أفكار و توجهات مختلفة ساعدت في غناء المحتوى الموسيقي.
في هذه الحقبة برزت مدرستان أساسيتان رغم اختلافهما الملحوظ الا أنهما نقلتا الموسيقى نقلة نوعية:
مدرسة الآر نوفا l’art nova:
هو توجه في الموسيقى المديفالية الغربية انطلق من فرنسا. تستعمل هذه التسمية للتعبير عن الموسيقى البوليفونية الأوروبية في القرن الرابع عشر مما يسمح من ضم مؤلفين إيطالين أمثال فرانسيسكو لانديني، جاكوبو البوليني و باولو دي فرينزي و نستعمل تسمية تريسانتو trecento للتعبير عن أعمال هؤلاء المؤلفين و هو ما يعني عند الإطاليين في الموسيقى فترة القرن الرابع عشر.
يعود أصل التسمية الى كتاب دي فيرتي فيليب الذي كان تحت مسمى الفن الجديد art nouveau او art nova لكن المصادر مختلفة في هذه المعلومة و لا تعتبر حقيقة تاريخية.
قدمت المدرسة طريقة كتابة موسيقية جديدة أكثر متانة و أسهل للتعبير و ذلك بكونها منضبطة تساعد الجانب التطبيقي أكثر منه النظري، و سهلت نقل و تداول النوتات الموسيقية خاصة منها الدنياوية التي كانت تتناقل بين الاشخاص عن طريق السمع (الكتابة الموسيقية كانت محتكرة من طرف الكنيسة ) و هذا ما جعل رجال الدين يعارضونها و يرفضونها .
مدرسة الفرنكوفلاموند:
ظهرت اامدرسة خلال حرب المئة عام حيث استفادت المنطقة المنحصرة بين المانيا و فرنسا المعروفة اليوم بهولندا من فترة سلام طويلة كونها لم تكن طرفا في النزاع، ثم انتشر هذا التوجه في معظم أوروبا الغربية بفضل الموسيقيين. تتميز المدرسة بكونها تحمل أهم المميزات البوليفونية المتطورة في ذلك العصر كما أنها و ضعت أسس الهارموني العصرية
انتشر هذا التوجه بفضل اختراع المطبعة التي لعبت دورا كبيرا في تسهيل عملية تداول النوتات و المؤلفات الجديدة، و يعد التوجه الذي حل مكان النشيد الغرغواري الذي كان مسيطرا منذ عدة قرون. استمرت المدرسة منذ 1420 الى 1633 و قد ضمت ستة أجيال متتابعة من المؤلفين.
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي