Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

الفلسفة الموسيقية بين العقل والنفس

فلسفة الموسيقى، هي دراسة الأسئلة الأساسية حول طبيعة الموسيقى، وتجاربنا من ذلك.

على عكس فلسفة العلم، فإن فلسفة الموسيقى، تسلط الضوء على مجموعة الأشخاص الذين يمتلكون خلفية موسيقية، كونهم أعضاء في الثقافة الموسيقية. كما هو الحال مع المسائل المرتكزة على الميتافيزيقيا (ما وراء الطبيعة)، والإبستمولوجيا (نظرية المعرفة)، فإنها تميل إلى الفكر في بعض هذه الأسئلة، قبل مواجهة الانضباط الأكاديمي في حد ذاته.

ربما الموسيقى هي الفن الذي يقدم أكثر الألغاز الفلسفية، خلافًا للرسم، غالبًا ما يكون لأعمالها حالات متعددة، لا يمكن تحديد أي منها بالعمل نفسه. وخلافًا للأدب، فإن حالات العمل هي العروض، التي تقدم تفسيرات للعمل، ولكن يمكن أيضًا أن تفسر العمل بشكل مستقل عن أي أداء، والعروض نفسها يمكن تفسيرها. هذا الحديث عن “التفسير” يُشير إلى حقيقة أننا نجد الموسيقى فنًا غارقًا بالمعنى، ومع ذلك، عكس الدراما، الموسيقى النقية ليس لها محتوى دلالي واضح، هذا يثير مسألة لماذا يجب أن نجد الموسيقى قيمة جدًا؟ وكان محور تفكير العديد من الفلاسفة، حول قدرة الموسيقى الواضحة على التعبير عن المشاعر، مع الإبقاء على الفن التجريدي بمعنى ما؟

يرى كل من مارك ومادور (Mark & Madur)، أن الفلسفة عامةً، تعني الدراسة المنهجية للأمور السياسية، مثل: الوجودية، والمعرفة، والحقيقة، والعدالة، والجمال، والعقل، واللغة. ويذهبان إلى القول بأن الإيمان بفلسفة التربية الموسيقية، ينبع من الإيمان الأساسي للمرء بأهمية الموسيقى. فقد كشف العديد من الفلاسفة أهميتها، وتأثيرها التعبيري على البشر، ووصفوا أيضًا فوائد التربية الموسيقية على أساس أنها وسيلة، تعمل على سد حاجاتهم المجتمعية، كما أن البعض منهم عمد إلى استخدام اصطلاح “التربية الموسيقية” كبديل أو مرادف “للتربية الجمالية”.

اُعتبرت الموسيقى واحدة من أهم طرق التعبير في المجتمعات اليونانية القديمة، حيث مجدت الأساطير اليونانية ثراء وتنوع الآلات الموسيقية في العديد من الأساطير، التي كانت وسيلة لليونانيين لإلقاء الضوء على الطقوس الدينية، والتقاليد، التي اندثرت ولم تعد تُمارس.

كما اتخذت بعدًا فلسفيًا ذا أهمية كبيرة، نظريات الإغريق وثّقت ذلك التوّجه، وقد ظهرت أهميّة التربية الموسيقية، لدى فلاسفتهم ومنهم أفلاطون بمقولته الشهيرة “دعني أصنع أغاني الشعب، ولا يهمني من يصنع دستورهم”. تدل هذه المقولة على مدى ارتباط الموسيقى عند اليونان بالتربية، وكذلك على مدى تأثير الموسيقى في سلوك الفرد .أما فيثاغورس الفيلسوف الكبير، وعالم الرياضيات، أسس أهم النظريات المتعلقة بالموسيقى والصوتيات، وأثبت العلاقة الوطيدة بين الفلسفة والرياضيات، من خلال تحليل الصوت عن طريق الأرقام، وشرحه العلمي للأصوات، عن طريق مبرهنة فيثاغورس. يقول: “توجد هندسة في دندنة الأوتار، كما توجد موسيقى في فراغات الأشكال الكروية”.

لكن يا ترى هل تبقى الموسيقى علمًا رياضيًا دقيقًا، يرتكز على قواعد منطقية، أم أنها عبارة عن مشاعر داخلية نفسية بحتة؟

 

المصادر: هنا هنا هنا هنا هنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تدقيق لغوي: Mohammed Diab

Exit mobile version