Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

الصينيون أول من يهبط على الجانب المظلم للقمر

https://img.purch.com/w/660/aHR0cDovL3d3dy5zcGFjZS5jb20vaW1hZ2VzL2kvMDAwLzA4Mi8wMTQvb3JpZ2luYWwvY2hpbmEtbW9vbi1yb3Zlci15dXR1Mi5qcGc=?fbclid=IwAR23bNTfLKMw8HERkgNTEg-tRtrwgfbF8cY5pTv9cogRS6hyirgfet2QmoE

في حدث غير مسبوق، وكالة الفضاء الصينية (CNSA) تعلن هبوط أول مركبة فضائية على الجانب البعيد، أو كما يسمى، الجانب المظلم من القمر بتاريخ 3 يناير 2018. وكالة الفضاء الصينية قالت إن ال 10:26 صباحا من هذا اليوم، لحظة هبوط المركبة على سطح القمر “ستفتح فصلا جديدا في استكشاف الإنسان للقمر”.

الجزء المظلم من القمر ليس مظلما!

الجزء المظلم من القمر، إنه الجزء الذي دارت حوله الكثير من الأساطير، الروايات، الموسيقى و الأفلام. لعل آخرها كان أحد أجزاء سلسلة أفلام المتحولون: ظلام القمر (2011) Transformers: Dark of the Moon، عندما اصطمدت المركبة الفضائية أرك القادمة من كوكب سايبرترون بالجانب المظلم من القمر.

لكن تسمية الجزء المظلم من القمر ليست صحيحة، بينما التسمية الأدق هي الجانب البعيد من القمر. حيث شاعت التسمية الأولى لأن هذا الجانب لا يمكن أبدا رؤيته من على سطح الأرض. السبب في ذلك هو أن سرعة دوران القمر حول نفسه و سرعة دورانه حول الأرض تتوافقان بشكل يجعلنا نرى فقط وجهاً واحداً منه (الجانب القريب) من على كوكبنا. هذا يعني أن الوجه غير المرئي، الجزء البعيد، يمكنه أن يكون مضاء أو مظلماً، شأنه شأن الجزء القريب منا.

ماهي مهمة المركبة تشانجي 4؟

حطت المركبة الفضائية الصينية تشانجي 4 (Chang’e 4) على سطح القمر فوق حوض أيتكان (Aitken) القطبي الجنوبي، و هو أكبر حفرة اصطدام على سطح القمر، و أحد أكبر حفر الاصطدام المعروفة في النظام الشمسي ككل. المركبة مزودة بتكنولوجيا حديثة من رادار، كاميرات و أجهزة مطيافية. ستقوم المركبة  بدراسة جيولوجية لهذا الجزء، و كذا القيام ببعض التجارب البيوكيمائية. إذ يرى العلماء أن دراسة هذا الجانب ستساعد في فهم بدايات النظام الشمسي و بالتالي فهم أكبر لتاريخ كوكب الأرض.

تشانجي 4 ستساعد أيضا في ميدان الفلك الراديوي، و هو دراسة الفلك باستخدام أمواج الراديو و غيرها من الأشعة. يعود ذلك لكون الجانب البعيد من القمر مكاناً استثنائياً و هادئاً، بسبب خلُوِّه من أي تشويش راديوي قادم من الأرض. حسب العلماء، هذا سيمكننا من رؤية مسافات أبعد في الكون، و بالتالي معرفة أبعد عن ماضي و تاريخ الكون.

لماذا هذه الرحلة تعتبر تحديا؟

من الناحية التكنولوجية، التحديات التي ستواجه إرسال مركبة للجانب البعيد من القمر كثيرة، أهمها الاتصال معها من الأرض. لهذا الغرض، قامت وكالة الفضاء الصينية بإرسال قمر صناعي يدور حول القمر في شهر مايو الماضي، ليعمل كجسر للاتصالات بين مركز التحكم على الأرض و بين المركبة.

عقبة أخرى كانت التضاريس الوعرة لسطح القمر، و هو ما يجعل اختيار منطقة هبوط مناسبة و إنجاز هبوط ناجح أمراً بالغ التعقيد، و هو ما نجح فيه الصينيون.

“على العموم، التكنولوجيا الفضائية الصينية لازالت متخلفة عن نظيرتها الغربية، لكن بالهبوط على الجانب البعيد من القمر، قفزنا إلى المقدمة”، يقول هو اكسيون (Hou Xiyun)، بروفيسور في مدرسة الفلك و علوم الفضاء جامعة نانجينغ الصينية.

https://ichef.bbci.co.uk/news/624/cpsprodpb/9605/production/_105050483_moon_landings_640-nc.png?fbclid=IwAR2MSiVsDLaMzYR0GmF-bJaUled02KYH95hoAEOILnjNEP_cRvq_RC_H-J8

الصين قــوة فضـــائية

هذه المهمة تبرز طموحات الصين لمنافسة الولايات المتحدة، روسيا و الاتحاد الأوروبي في ميدان الفضاء. يجدر الإشارة إلى أن الصين هي ثالث دولة في العالم تقوم بهبوط ناجح على سطح القمر، بعد الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي. في ديسمبر 2013، هبطت النسخة السابقة، المركبة تشانجي 3، على الجانب القريب من القمر، و كان ذلك أول هبوط على سطح القمر منذ المركبة السوفييتية Luna 24  سنة 1976. و تبقى الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي نجحت في إرسال إنسان لسطح القمر منذ نصف قرن في مهمة أبولو 11.

المراجع: (1) ، (2) ، (3)

التدقيق اللغوي : إيمان دياب

Exit mobile version