التهاب الزائدة الدودية: هو تورّم أو التهاب النسيج المُمتد من حافة الجهة اليُمنى للمعي الغليض، والتي تُشير بعض الأبحاث إلى فائدتها في مناعة الأمعاء، لكن لاشيء مُثبت حتّى الآن. وما نعلمهُ هو أنّنا نستطيع العيش بدونها دون آثار جانبية. يُقدّر طول الزائدة الدودية حوالي (9) سم (3,5 بوصة)، إلّا أنَّ التهابها يُعتبر من الحالات الطبية الطارئة والتي تستوجب جراحات فورية. وأي تأخير قد يتسبّب في انفجارها و انتشار العدوى في جميع أنحاء التجويف البطني، ممّا يُؤدي إلى التهاب الصفاق (peritonitis) والذي قد يُهدّد حياة المريض. التهاب الزادة الدودية قد يحدث عند أي شخصٍ ومن فئات عمرية مختلفة، الا أنه غالبا ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين (10 و 30)، ويُعتبر نادراً تحت سن العامين.
الأسباب: السبب الرئيس لإلتهاب الزائدة الدوديّة، هو انسداد ممرشها بجسم غريب، قد يتمثّل في البراز، الأورام أو السرطان وغيرها. كما قد تتسبّب العدوى في ذلك أيضًا، فتنتفخ وتتورّم الزائدة الدودية جراء أي عدوى في الجسم.
الأعراض: تتمثّل الأعراض الكلاسيكية الشائعة للزائدة الدودية في:
- الألم المفاجئ في الجزء العلوي من البطن (حول السرة)، يُصبح أقوى وأكثر حدّة عندما يتحوّل إلى أسفل البطن الأيمن. قد يظهر الألم بشكل غير عادي على مُستوى الجزء العلوي من البطن، الظهر أو المستقيم.
- فقدان الشهية. الغثيان والتقيؤ.
- انتفاخ البطن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم (37,2-38,8 درجة مئوية).
- الإمساك أو الإسهال مع عدم القدرة على إخراج الغازات.
- الألم عند التبوّل.
- تشنُجات البطن.
عند الإحساس بأي من الأعراض المذكورة يجب عليك زيارة الطبيب فورًا، فتشخيص المرض وعلاجه بشكل فوري هو أمر ضروري. تجنّب أخذ مسكنات الألم، مضادات الحموضة، الملينات أو وسادات التدفئة، التي قد تتسبّب في تمزّق الزائدة الدودية الملتهبة.
التشخيص: قد يكون تشخيص الزائدة الدودية صعباً، نظراً لتشابه أعراضها مع اصابات اخرى مُتعدّدة كمشاكل المرارة، المثانة، المسالك البولية، التهاب المُعدة أو مشاكل المبايض وغيرها. ولتأكيد التشخيص قد يلجأ الطبيب إلى إجراء معاينات واختبارات مُتمّمة تتمثّل في: فحص البطن-الجزء السفلي من الجهة اليمنى، للكشف عن الالتهاب. تحليل البول لإستبعاد أصابة أو التهاب المسالك البولية. فحص أصبعي، للمستقيم (Digital rectal exam). اختبارات وتحاليل الدم التي قد تُشير إلى أرتفاع في عدد الكريات الدموية البيضاء، بسبب العدوى. الأشعة المقطعية للبطن “CT scan” . الموجات فوق الصوتية “Ulttrasound”.
العلاج: استئصال الزائدة الدودية المُلتهبة “Appendectomy” هو العلاج الأساسي اللازم، حيث يستوجب ازالتها قبل أي تمزّق. قد يتسبّب الالتهاب في تشكّل الخراج “Abscess” فيلجأ الأطباء إلى نزع القيح والسوائل ثم استئصال الزائدة الدودية. أما آخر الأبحاث، فتُشير الى امكانية علاج الالتهاب بواسطة المضادات الحيوية دون اللجوء إلى العمليات الجراحية. قبل الجراحة تُعطى مضادات حيوية لتجنّب التهاب الصفاق (peritonitis). وتتمّ العملية تحت تخدير عام، بإحدَاث شق يصل طوله حتى (10سم) أو تتمّ عن طريق مِنظار البطن “laparoscopy”. يتعافى أغلب المرضى بشكلٍ سريع بعد العملية، فيستطيع المريض الحركة بعد (12) ساعة فقط من الجراحة، ويعود إلى مُمارسة أنشطته اليومية، خلال اسبوعين أو ثلاثة. قد يتعرّض المريض إلى بعض الآثار الجانبية، أو المضاعفات تستوجب استشارة الطبيب، تتمثل في:
- القيء.
- زيادة الألم في البطن.
- ظهور قطرات من الدم في القيء أو البول.
- التهاب الجرح مع زيادة الألم وأحمرار الشق الجراحي.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- الخراجات أو قيح على مستوى الجرح.
هل يمكن الوقاية من الزائدة الدودية؟
في الحقيقة لا توجد أي وسيلة لمنع التهاب الزائدة الدودية. مع ذلك، قد تقل نسبة الإصابة بها في حالة الالتزام بالأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه و الخضروات الطازجة.
المصدر : هنا
تدقيق: عقيل صكر.