Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

الحقيقة هي أن الفلسفة تسيطر على عالمك

 

يحتفل تنصيب 2012 فى قرية “كوريليانو دوترانتو” الايطالية الصغيرة بفلسفات سقراط وأفلاطون وأرسطو وبحثهم عن حياة أفضل.

إذا كان هدف الفلسفة الرئيسي هو معرفة ما يجعل الحياة جديرة بالعيش، فهي بالتالي اعداد للموت. كان افلاطون على دراية بهذا بحيث اخذه على محمل الجد، والآن يمكننا الإصغاء إليه مرة أخرى وتعلم شيء مفيد. لقد عاد الرجل الذي قدم لنا الفلسفة كما نعرفه يسير بيننا، يذهب لبرامج الحوارات التلفزيونية، يزور الموقع الرئيسي لغوغل في ماونتن فيو بكاليفورنيا. تم فحص دماغه من قبل عالم أعصاب اختزالي بسيط يتفاعل مع صراعاتنا الحالية.

ولهذا علينا أن نشكر ابتكار ريبيكا نيوبيرجر غولدشتاين، و شجاعتها الفكرية. فقد تم نشر كتابها’ أفلاطون في غوغل: لماذا الفلسفة لن تزول ‘. بحيث جمع هذا الاخير عدة اطراءات من قبل أشخاص، كالفيلسوف كولين ماكجين -على سبيل الذكر. هدف غولدشتاين واضح : اظهار ‘لـ الذين يسخرون من الفلسفة ‘ – أولئك الذين يزعمون أن الفلسفة لا قيمة لها على الإطلاق – مدى خطئهم السخيف (و مدى جهلهم ) في الوقت الذي أسيء للخطاب الفلسفي بسبب وجود فائض من العولمية التي في غير محلها من ادعاءات تتعلق بنشأة الكون (يمكننا تفسيرها) لمعنى العقل وطبيعة الوعي (يمكننا تفسيرها). مثل هذا النهج هو موضع ترحيب كما تشتد الحاجة إليه

كان يعتبر الموت تحت سطح البحر بدون ترك أي اثر لدى الملاحة الاغريقيون من أكبر مخاوفهم. لابد للحياة أن تكون ذي أهمية بحيث تتأكد من ذلك ، هذا هو ما تدعوه غولدشتاين بجدارة” أخلاقيات الخارقة للعادة “، الحاجة لنحت ديمومتك في هذه الحياة لكي تبقى بعد مماتك.

بالمزج بين أفلاطون وديلان توماس تأخذ الرسالة اتجاها كالتالي : الغضب ، الغضب ضد اعتيادية التشابه . ذكرت غولدشتاين” إن النوع الوحيد من الخلود الذي يمكننا أن نأمل به هو في نهاية المطاف “.

نجح أفلاطون بشكل واضح بحيث تعتبر فلسفته – التي يحتفل بها الكثير و الممزقة إربا من قبل آخرين ، المبهمة و الملهمة – جزء لا يتجزأ من اهتماماتنا حتى لو كنا في كثير من الأحيان لا ندرك مدى انتشارها. يمكننا جميعا الإستفادة من استخدام المنطق كأداة لنحت معنى الوجود كدليل لعيش حياة جيدة، و للنظر في طبيعة الواقع والحقيقة لجعل حياتنا ذو أهمية، ليس من قبيل المصادفة أنه في حوار أفلاطون ‘الاعتذار’ المكرس لتجربة سقراط أن معلمه أعلن أن الحياة غير المنظور إليها هي حياة لا تستحق ان تعاش.

تعتبر غولدشتاين أول من اعترف بأن لأفلاطون اتجاها نخبويا في أفكاره ، مثالي لارستقراطي ليس عليه العمل لكسب لقمة العيش ، لكن تدريسه يحمل معناه للعصر الحديث حيث يجب أن يكون مفهوما ضمن سياقه الأصلي وليس في سياقنا هذا، وكما يمكن نقل الكثير من هذا الأخير بسهولة و بثه في برامج الحوارات التلفزيونية بحيث ماونتن فيو تعمل على اظهار مدى علمه للغيب و مدى أبديته.

لقد تغيرت الفلسفة كثيرا، كما ينبغي منذ زمن أفلاطون بعد كل هذا، يتمثل اختصاصها بالتحديد في النظر و اعادة النظر في حد ذاتها، كشرط أساسي لتطورها. اذ لن يكون هناك أي تطور ممكن بدون انفتاح كهذا على النقد ( فبالمصادفة وليس من المدهش ، هذا هو حال العلم أيضا حيث تعتبر المرونة خاصية أساسية في أي نظام معرفي نحو التطور ). تدل براعة ترتيب غولدشتاين لسرد أفلاطون بدمج نصوصه الأصليه بأحداث الوقت الحاضر على مدى مناسبة الوقت لبقاء الاسئلة المركزية للفلسفة و تضاعف اجاباتها.

لا تعتبر الاجابات نهائية أبدا، حتى ولو تبدو كذلك فلا ينبغي أن تفسر على هذا النحو، بينما يعد تحديد التقدم في العلم بالأمر الهين يعد في الفلسفة بالأصعب. بتجسيدها لتراث افلاطون، قدمت غولدشتاين صورة للطبيعة المتغيرة لاستفساراتنا الفلسفية و بحثنا عن المعنى:

” إن التقدم الفلسفي غير مرئي، وذلك لأنه مدمج مع وجهات نظرنا. ما كان مضمونا بشكل ملتوي بحجة معقدة أصبح مشتركا على نطاق واسع عن طريق الحدس، بالتالي فمن الواضح أننا تتغاضى عن مصدره، فنحن لا نراه بل نرى به. تقدم لنا الفلسفة النظارات الواقية التي نستعملها للنظر في واقع ملموس “.

المصدر : http://goo.gl/joSFMe

 

Exit mobile version