تكاتفوا أيها البشر، لدينا وحش لنطرده خارج البلدة، فموقع ” فيسبوك” يبيع بياناتنا ويراقب مكالمتنا الهاتفية، والأسوأ من ذلك أننا لا نشعر بالسوء حيال ذلك. ولكن قبل أن تحذف حسابك على الفيسبوك، دعنا نتمهل قليلًا. هل حقًا تلك المنصة وحش مدمر؟ لربما هو وحش ذو منفعة أسأنا فهمه. دعونا نسأل العلم.
قامت صحيفة” social security” في شهر مارس الماضي بنشر دراسة عن العلاقة بين “فيسبوك” والشعور بالضغط. وباستخدام 138 مستخدما نشط للفيسبوك، اتضح للباحثين في جامعة كوينايلاند أن أخذ استراحة لمدة 5 أيام من الموقع قلل من مستويات الضغط على هرمون الكورتيزول. هل أنت مستعد لضغط زر “الحذف”. لا ليس بهذه السرعة.
بينما أظهر المشاركون في الدراسة تحسنًا في الضغط النفسي عن طريق التوقف عن استخدام الفيسبوك، فقد أظهروا أيضًا معدلات منخفضة من الشعور بالسعادة. وقال قائد الأبحاث “إيريك فينمان” في تصريح صحفي، “يقول المشاركون أنهم شعروا بعدم الرضا عن حياتهم وأنهم يتطلعون لاستكمال ممارسة أنشطتهم الفيسبوكية.”
وماذا عن هرمونات الكورتيزول المنخفضة؟ لم يلاحظ المشاركون هذا بل أفادوا أنهم شعروا بنفس مستوى الضغط الذي كانوا يشعرون به قبل التوقف عن استخدام الفيسبوك لفترة مؤقتة.
في بعض الحالات، قد يساعدك الفيسبوك على التكيف مع الضغوطات، وهذا وفقا لدراسة نُشرت في صحيفة Computers in Human Behavior في مايو 2017، إذ أجرى الباحث بجامعة نورث ويسترن، رينوان زانغ، دراسة استقصائية على 560 طالبًا جامعيًا من مستخدمي الفيسبوك وركزت الدراسة على استخدامهم الفيسبوك لكشف معلومات عن أحداث مرهقة يتعرضون لها في حياتهم.
توصل زانغ إلى أن هذا الانفتاح على موقع ” فيسبوك” ساعد الطلاب على التغلب ذهنيًا على المواقف الصعبة، فعندما شارك الطلاب تلك المعلومات، زادت احتمالية حصولهم على الدعم من أصدقائهم في صورة تشجيع أو نصيحة أو عروض أو مساعدة، وهذا بدوره جعلهم يشعرون بالمساندة والمزيد من الرضا عن حياتهم وصاروا أقل كآبة.
التوقف عن استخدام الفيسبوك يعني وداعًا لكل تلك الأحضان الإلكترونية التي يمكن أن تساعدك على تخطي آخر علاقة فاشلة لك أو يوم عصيب بالعمل.
إذن، كيف تتعارض المنافع المؤيدة علميًا لـ “فيسبوك” مع سلبياته؟ حسنًا، يجب الأخذ في الاعتبار مسائل الخصوصية المذكورة آنفًا بالإضافة إلى الأضرار التي قد تسببه المنصة لصحتنا وعلاقتنا الواقعية وثقتنا بأنفسنا وذكائنا والرفاهية العامة، وهذه القائمة لا تنتهي. بعد إعادة التفكير، ربما حان الوقت لنطرد الوحش من البلدة، أو على الأقل لنكن على أهبة الاستعداد في أي وقت لذلك.
التدقيق اللغوي: بكار ح.