للإستماع للمقال:
ما هي نظرية العقل ؟
كان أول من أطلق مصطلح « نظرية العقل – TOM » ،هما العالمان « بريماك – Premack » و «ودروف – Woodreff » سنة 1978، حيث أوضحا أن الفرد يمتلك نظرية للعقل إذا عزا الحالات الذهنية لنفسه و للآخرين، و هذه الحالات لا يمكن رصدها بشكل مباشر، و يدخل هذا في نطاق النظام الاستدلالي كنظرية و يمكن استخدام هذا النظام لعمل تنبؤات حول سلوك الآخرين ، و قد لا تكون النتائج قطعية في هذا المجال و لكنها كانت مقدمة لعلم جديد قد تمت ولادته ، حيث أخذ منحى تطبيقيًا على الإنسان .
التوحد و نظرية العقل : Autism and Theory of Mind
لوحظ أن الأفراد الذين يعانون من التوحد يجدون صعوبة في إدراك الحالة العقلية للآخرين ، اقترح بارون كوهين أن الخاصية الأساسية في التوحد هي عدم القدرة على استنتاج الحالة العقلية للشخص الآخر .
يجد أطفال التوحد صعوبة في تصور أو تخيل الإحساس و الشعور لدى الآخرين أو ما قد يدور في ذهن الآخرين من التفكير، وهذا بدوره يقود إلى ضعف مهارات التقمص العاطفي و صعوبة التكهن بما قد يفعله الآخرون، و قد يعتقدون بأنك تعرف تماما ما يعرفونه هم و يفكرون فيه ، و على الرغم من معرفة الأطفال التوحديين لما ينظر إليه الآخرون إلا إنهم يعانون من صعوبة كبيرة في القدرة على إدراك ما يدور في عقول الآخرين من أفكار .
في حالة المعاناة من التوحد الشديد، قد لا يمتلك الأطفال مفهوم العقل إطلاقا، وقد أطلق على هذا العجز ” نقص نظرية العقل” أو “عمى العقل” ، في إحدى مهام نظرية العقل المستخدمة بشكل واسع و هي المهمة التي يطلق عليها اسم « اختبار سالي آن » .
اختبار سالي آن :
يرى الطفل دمية اسمها “سالي” تراقب دمية أخرى اسمها “آن” و هي تضع كرة في السلة ، تغادر “آن” الغرفة و تقوم “سالي” بنقل الكرة من السلة إلى الصندوق و عندما تعود “آن” يطرح على الطفل سؤال: أين ستبحث “آن” عن الكرة؟ في السلة أم في الصندوق؟
يستنتج معظم الأطفال أن “آن” ستبحث في السلة لأنها لا تعرف أن الكرة الزجاجية قد تم إخفاؤها ، لكن الطفل التوحدي سيبحث في المكان المخبأ فيه الكرة مع إجابات مختلفة كما أنهم يستطيعون تفسير ما حدث بإجابات عفوية و بشكل صحيح على خلاف الأطفال العاديين .
يرى « كوهن – « Cohan أن نظرية العقل تتطلب نظاما تمثيليا يساعد على إعداد رسم بياني أو خريطة للحالة العاطفية للآخرين، بطريقة مختلفة عن طريقة التقاط مشاعرهم مباشرة .
حيث يمكن رسم النوايا من خلال خريطة للتمثيل العاطفي تمثل 05 أبعاد -كأن الحالة العاطفية تشبه الكرة الأرضية- مترابطة يبرز جانبها من موقف ناظرها ، إلا أن الناظر لا يستطيع أن يرى بعض الأبعاد الـ 05 المتمثلة في : “الهدف الموجه ، النية ، الدافع ، الشعور ، الهدف المحدد . “
تؤدي مثل هذه المشاركات الدافعية و العواطف إلى حالة الإدراك الحسي بالنسبة للآخرين و هذا يعتبر العلامة الدالة في ” نظرية العقل”، ورغم من أن نقص نظرية العقل يمكن أن يكون مسؤولا عن بعض الإعاقات الاجتماعية النمطية في التوحد إلا أنه لا يسبب هذه السلوكيات .
المصدر : التوحد و نظرية العقل، محمد صالح الإمام و فؤاد عبد الجوالدة ، الطبعة الأولى (2010)، دار الثقافة للنشر و التوزيع – عمان- الأردن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira
تعديل الصورة: yasmin gilani
صوت: زينب الهلالي