لكلِّ شخص منَّا قصة عن اعتقاده أنَّ صديقًا معينا كان لئيما في أول لقاء جمعهما، لكنَّه بعد ذلك أدرك أنَّه ألطف شخصٍ على الاطلاق. بشكل عام، لديك بضعة ثوان فقط لتجعل شخصا ما يرغب في قضاء المزيد من الوقت معك. لهذا فإنَّ كلَّ شيءٍ مهم من اسمك الأخير إلى غاية رائحة عرقك (قد يبدو هذا فظا قليلا، نعلم ذلك).
و فيما يلي، نتائج دراسة قام بها Buisness insider، حيث تم جمع العديد من النتائج العلمية حول السِّمات والسلوكيات التي تجعل من أي شخص مكروها، سواء على الإنترنت أو بشكل شخصي.
1- مشاركة العديد من الصور على الفايسبوك:
اذا كنت من النوع الذي يشارك صور شهر عسله، تخرج ابن عمه و صوره متنكرا بزي كلب في الهالوين في نفس اليوم، فإنَّك قد ترغب بالتوقف. ذلك أن دراسة أُجريت سنة 2013، وجدت أنَّ نشر الصور على فايسبوك قد يضر بعلاقات المرء الشخصيَّة.
وقال ديفيد هاوتون، من معهد برمنغهام لإدارة الأعمال في بيان له :” هذا لأنَّ الناس بخلاف الأصدقاء المقربين والأقارب، لا يبدو أنهم يتعاملون جيدا مع أولئك الذين يشاركون صورهم باستمرار”. كذلك، فإن الأصدقاء المقربين خاصة، لا يحبون أن يكون لديك صور عائلية عديدة، كما لا يحب أقاربك نشرك لصور أصدقائك كثيرا.
هذا وكان بن ماردير من جامعة ادنره (Edinburgh) قد عمل كذلك في الدراسة وحذر قائلا: “كن حذرا من المشاركة، وفكِّر فيما سيفهمه الجميع من منشوراتك، فرغم أنَّ المشاركة تعدُّ طريقة رائعةً لتحسين العلاقات، إلا أنها تستطيع أن تؤدي الى نتائج عكسية أيضا”
2- امتلاك الكثير أو القليل من الأصدقاء على فايسبوك:
في دراسة أجريت سنة 2008، طلب باحثون بجامعة ميتشيغان من طلاب الكليَّة النظر في حسابات فايسبوك خياليَّة وتحديد مدى اعجابهم بأصحابها.
أظهرت النتائج أنَّ ” البقعة الحلوة” للاعجاب كانت عند حوالي 300 صديق. درجات الاعجاب كانت متدنيَّة بالحسابات التي يقل عدد الاصدقاء بها عن المئة، وهي ذات الدرجة التي نالتها الحسابات التي تجاوز عدد الاصدقاء بها 300 صديق.
أما بالنسبة إلى السبب في كون امتلاك أكثر أو أقل من 300 صديق يعد نقطة انعطاف أو تحوُّل، كَتب مُعِدو الدراسة:” يبدو أن الأفراد الذين يمتلكون العديد من الأصدقاء يظهرون أكثر تركيزا على فايسبوك، ويكونون أكثر عرضة لليأس منه للشعبية”.
من ناحية أخرى، كان لدى طلاب الكليَّة الذين قاموا بالتقييم حوالي 300 صديق في حساباتهم الشخصية على فايسبوك، لذا يُقرُّ الباحثون أنَّه اذا كان عدد أصدقاء الفايسبوك الأكثر شيوعا بين مجموعة من الناس هو 1000 صديق، فإنَ نقطة الإعجاب يمكن أن تكون عند الألف صديق.
مع ذلك، فإنَّ استطلاعا أجري سنة 2004، أظهر أنَّ عدد أصدقاء الفايسبوك عند الأشخاص البالغين يقدَّر ب 338 صديقا.
ومن المثير للاهتمام أيضا أنّ الدراسة أشارت كذلك الى أنَّ المشاركين فيها لم يكونوا مدركين أنَّهم يحبون الأشخاص أقل عندما يكون عدد أصدقائهم على فايسبوك قليلا جدا أو كبيرا جدا.
3-الكشف عن أمر شخصي في بداية العلاقة:
بشكل عام، يحب النَّاس بعضهم أكثر بعد تبادلهم الثقة.
يعتبر الافصاح الذاتي أحد أفضل طرق تكوين الصداقات عند الاشخاص البالغين، لكنَّ علماء النفس يقولون أنَّ الكشف المبكر عن شيء حميمي للغاية – مثلا: معاناة أختك من مشاكل خارج اطار الزواج – في حين أنَّك لازلت تتعرَّفُ على الشخص قد يجعلك تبدو كشخص غير أهل للثقة، غير آمن وقد يقلِّل من احتمال الاعجاب بك.
لذلك فإنَّ المفتاح للحصول على اعجاب الآخرِ بك، هو تقديمك للقدر الصحيح الكافي عن شخصيتك وشخصك.
كما تشير دراسة أجرتها سوزان سبرتشر في جامعة الينوي سنة 2013، فإنَّ مجرد مشاركة تفاصيل حول هواياتك وذكريات طفولتك المفضلة تجعل منك شخصا أكثر دفئا وإثارة للإعجاب.
4-طرح أسئلة على الطرف الآخر دون الحديث عن نفسك:
ذات الدراسة سنة 2013، وجدت تحذيرا هاما لفكرة أن الكشف عن الذات يعني القرب من الآخر، يجب أن يكون الكشف عن الذات متبادلا، عادة يكون النَّاس أقل تقبُّلا إن لم تَردَّ عليهم بالمثل اذا ما أفصحوا لك عن أمر حميم.
في ذات الدراسة، قام الباحثون بتقسيم المشاركين الى مجموعتين:
-مجموعة يقوم المشاركون فيها بالافصاح عن أمور شخصيَّة دون أن يرد الطرف الآخر عليهم بالمثل ومجموعة يفوم المشاركون فيها بالافصاح عن أمور شخصيَّة في الاتجاهين، لمدة 12 دقيقة. أظهرت النتائج أن المشاركين في مجموعة الافصاح عن الذات المتبادل، أحبوا بعضهم أكثر من المجموعة الأخرى.
كما كتب معدا الدراسة: “بالرغم من أنَّ الناس الخجولين أو القلقين اجتماعيا قد يطرحون أسئلة على الطرف الآخر لتشتيت الانتباه عليهم، الا أنَّ بحثنا يُظهر انَّ هذه الاستراتيجيَّة ليست جيِّدة لبدء علاقة ما، فكلٌّ من المُتفاعِليْن يحتاج الى الكشف عن شخصه لتوليد تقاربٍ واعجاب متبادلين.
5-استخدام صورة لك ملتقطة عن قرب لملفك الشخصي على الانترنت:
اذا كان ملفك الشخصي على Linkedin يحتوي على صورة مبتذلة لوجهك أمام الكاميرا، سيكون من الحكمة أن تغيِّرها.
تشير الأبحاث التي أجراها معهد كاليفورنيا للتكنلوجيا الى أن الوجوه التي تمَّ تصويرها من مسافة 45سم -حوالي 1,5 قدم- تعتبر أقل جدارة بالثقة، جاذبية وكفاءة من الوجوه التي تم تصويرها من على بعد 135سم -حوالي 4,5 قدم- .
6-اخقاء مشاعرك:
تشير الأبحاث الى أنَّ اظهارك لمشاعرك الحقيقيَّة تعدَّ استراتيجيَّة أفضل لكسب محبة الناس من حولك أكثر من اخفائك لها.
في احدى الدراسات التي أجريت سنة 2016، قام باحثون من جامعة أوريغون بتصوير أشخاص خلال مشاهدتهم لمشاهد من فيلمين: لقطة الجماع المزيفة من فيلم ( عندما التفى هاري سالي) ومشهدا حزينا من فيلم (البطل).
في بعض الحالات، طُلِب من الممثلين التصرُّف بطريقة طبيعيَّة وفي حالات أخرى طُلِب منهم قمع مشاعرهم,
بعد ذلك، شاهد طلاب الكليَّة النسخ الأريعة لمقاطع الفيديو، قام الباحثون بقياس مدى الاهتمام الذي أبداه الطلبة في تكوين صداقات مع الاشخاص في مقاطع الفيديو، بالاضافة الى تقييمهم لشخصياتهم.
أظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين طُلِب منهم قمع مشاعرهم خلال تصوير اللقطات كانوا الأقل إثارة للإعجاب، بالاضافة لكونهم أقل تقبلا من أولئك الذين كانوا يؤدون بشكل طبيعي.
كتب الباحثون في هذا الصدد: “الناس… لايسعون الى اقامة علاقات وثبقة بشكل عشوائي، وإنما يبحثون عن أشخاص من المرجح أن يبادلونهم استثماراتهم. لذلك عندما يشعرون أنَّ شخصا ما يخفي مشاعره، قد يفسرُّون ذلك على أنَّه غير مهتم بالاشياء التي يسهلها التعبير العاطفي كالقرب، الدعم الاجتماعي والتنسيق بين الأشخاص”.
7-التصرف بلطف شديد:
إنَّه لمن المنطقي أنَّه كلَّما كنت ألطف وأكثر ايثارا، كلَّما زاد عدد الأشخاص الذين يحبونك لكن بعض العلم يوحي بخلاف ذلك.
في دراسة أجريت سنة 2010، قام باحثون من جامعة واشنطن ومعهد بحوث الصحراء بجعل طلاب الكلية يلعبون لعبة الكترونيَّة مع 4 لاعبين آخرين كانوا محرضين من قبل الباحثين.
أوصح أحد الباحثين في هذه الدراسة طريقة اعدادها في مجلة Teh Harvard Buisness Review كالتالي:
“تمَّ وضعُ كل مشارك في مجموعة مكوَّنة من 5 أشخاص دون أن يرى بقيَّة الأعضاء الآخرين، وتمَّ منح كل واحد منهم هبات بحيث يمكنهم سواءً الاحتفاظ بها أو اعادتها، كلها أو جزء منها. كما كانت هناك بعض الإضافات لزيادة قيمة ممتلكات كل عضو إلا أنَّها غير واضحة”
(تم إعلام المشاركين أنَّه في نهاية الفصل الدراسي سيتم كتابة أسمائهم عشوائيا، وسيتم تحويل حيازات هؤلاء الى كُربونات خدمات الطعام القابلة للاسترداد في مطاعم الحرم الجامعي).
بعض المشاركين المزيفين سيتخلون عن الكثير من النقاط ولن يأخذوا سوى عدد قليل من الغنائم كنوع من الايثار. كما اتَّضح أنَّ أغلب المشاركين قالوا أنهم لا يودون العمل مع زملاء غيرأنانيين مرة أخرى.
في تجربة مماثلة في ذات الدراسة، قال البعض أن زملاءهم الذين لا يتسمون بالأنانية يجعلونهم يبدون بصورة سيئة، فيما اشتبه آخرون في أنَّ لديهم دوافع خفيَّة.
8- الافتخار بتواضع:
في محاولة لإبهار الأصدقاء و أصحاب العمل، يميل بعض الأشخاص الى اخفاء الافتخار تحت مسمى انتقاد النفس، هذا السلوك المسمى ب Humbleblagging والذي يمكن أن يؤدي الى نتيجة عكسيَّة، حسب دراسة حديثة قامت كلية جامعة هارفرد للأعمال .
حيث طُلب من الطلبة الاجابة عن سؤال حول نقاط ضعفهم خلال مقابلة عمل، وتُظهر النتيجة أنَّ ثلاثة أرباع الاجابات كانت في سياق الافتخار بتواضع حول كونهم مثاليين أو عمال مُجدِّين.
وقد صرح بعض المسؤولين عن هذه المقابلات أنَّهم يميلون الى توظيف الأشخاص الذين قدموا اجابات صادقة وصريحة وأنَّهم هم من نالوا اعجابهم أكثر من غيرهم، هؤلاء الطلبة أجابوا باجابات مثل: ” لستُ دوما الأفضل في البقاء منظماً ” أو ” أحيانا أبالغ كثيرا في تعاملي مع المواقف فيصيبني الهلع والقلق “
وفي بديل آخر من الأحسن ذكر نقاط الضعف الغير مرتبطة بمنصب العمل كالخوف من التحدث أمام الجمهور في حالة تقديم طلب لمنصب كاتب.
9 – التوتر الزائد عن حده:
لا تسمح لهم أبدا برؤية أو شمِّ رائحة عرقك !
حيث أظهرت الأبحاث أنَّ العرق النَّاتج عن التوتر يمكن أن يؤثر بطريقة غير واعية في الحكم على شخصيتك
في سنة 2013، قام الباحثون في مركز Monell chemical senses بوضع مقاطع مصوَّرة لنساء يقمن بنشاطات يومية عادية كالعمل أو شرب القهوة أمام مجموعة من الأفراد، وأثناء المشاهدة تم ارسال ثلاثة أنواع من العرق ليشمها المشاركون في الدراسة : عرق اثناء ممارسة الرياضة، العرق الناتج عن التوتر وأخيرا عرق مضاف له عطر مضاد للعرق .
ثم طُلب من المشتركين القيام بترتيب النساء بناءً على الثقة و الكفاءة التي أظهرنها و كانت النتيجة أنَّه في حالة العرق الناتج عن التوتر، حصلت النساء على ذيل الترتيب، أمَّا النساء في حالة العطر والعرق، صنِّفنَ في رُتب أكثر ايجابية.
10 – عدم الابتسام:
نعلم أنَّه من الصعب البقاء مبتسما طول الوقت خلال حدث اجتماعيٍّ ما ولكن حاول على أيَّة حال !
وقد أظهرت دراسة من جامعة وايومنغ أهميَّة البقاء مبتسما وتأثيره على العلاقات الاجتماعيَّة، حيث طُلِب من 100 طالبة النَّظر الى صور طالباتٍ مبتسماتٍ وغير مبتسمات في عدة وضعيات جسديَّة، وقد صرحن بأنَّهن أُعجبن بالصور التي كانت عليها ابتسامة بغض النظر عن وضعيَّة الجسم.
وفي دراسة حديثة بجامعة ستانفورد وجامعة دويسبورج، تبيَّن أنَّ الطلبة الذين يتفاعلون فيما بينهم بال avatar أبدوا ايجابيّة أكثر في التفاعل لما كانت على وجه هذا الاخير ابتسامة عريضة.
إضافة : إذا ابتسمت عند لقائك بشخص ما للمرة الأولى فهذا سيعزِّز فرصة أنَّه سيتذكرك لاحقا.
11 – التصرف وكأنَّ الشخص لا يعجبك:
توجد نظريَّة في علم النفس حول ” الإعجاب المتبادل ” تقول: اذا اعتقدت أنَّ شخصا ما مُعجبٌ بك، ستميل الى الاعجاب به أيضا.
في دراسة نُشرت سنة 1959 حول العلاقات البشرية، تمَّ اخبار مجموعة المشاركين في حوار جماعي باحتمال اعجاب بعض الافراد بهم، قبل بدء هذا الحوار، حيث كان الاختيار عشوائيا من طرف المخبر و في نهاية النِّقاش سُئل ذات الاشخاص عمَّا اذا أُعجبوا بأفراد معينين و كانت الاجابة هي اعجابهم بمن أُخبروا أنهم معجبون بهم -فرضيا – مسبقا .
في دراسة حديثة بجامعتي واترلو و مانيتوبا، وُجد أنَّه عندما نتوقع تقبُّل الناس لشخصنا فإنَّنا نميل الى أن نكون ألطف عند التعامل معهم و بالتالي نرفع من احتمال نيل اعجابهم. لذلك عندما لا تعلم كيف يشعر الفرد الآخر اتجاهك، تصرَّف و كأنَّه يُعجبك فهذا سيزيد من احتمال اعجابه بك.
على الطرف الآخر إذا لم تبدِ أيَّ اهتمام للشخص الآخر فهذا سيزيد من احتمال نفوره منك
12 – إيجاد صعوبة في نطق بعض الأسماء
نعلم أن هذا غير عادل لأنَّه توجد أسماء صعبة و معقَّدة
إلا أنَّ العلم موجود : في دراسة سنة 2012 , وجد باحثون من كل من جامعة ملبورن، لوفن ونيويورك أنَّ اسم العائلة الصعب والمعقد يُعتبر عاملاً سلبياً لنيل الإعجاب
و في دراسة تطبيقيَّة على مجموعة من الطلبة الجامعيين الغير متخرجين، عُرض عليهم مقال في جريدة ما عن ترشح مجموعة من الأسماء للانتخابات المحلية القادمة و من ضمن تلك الاسماء كان منها ماهو سهل و بسيط ك: لازاريديس وبارادوفسكا وماهو صعب مثل فوجيوكلاكيكس ولسزكزينسكا
وحكم الُطلاب على المترشحين أصحاب الأسماء البسيطة أنهم مناسبين أكثر لمنصب عضو في المجلس المحلي.
13 – ذكر أسماء شخصيات معروفة
قد يكون من المُغري ذكر اسم تلك الشخصية الشهيرة التي تخرجت من نفس صفك من أجل إبهار الطرف الآخر إلا أنَّه يكمن أن يكون لهذا الفعل نتيجة عكسية.
حسب دراسة بجامعة زوريخ نُشرت سنة 2009 تم التَّأكيد أنَّ ذكر أسماء الشخصيات المعروفة يجعل الفرد ينال إعجابا أقل ويعتبر غير مؤهل وأقل كفاءةً.
أين قام الباحثون بالتفاعل مع الطلبة عبر البريد الالكتروني حيث ذكرت بعض الأطراف أن روجر فيديرر كان صديقا لهم وأنهم قد تدربوا معا من قبل وفي رسائل اخرى أن فيديرر كان مجرد صديق وفي البعض الآخر د
ذكروا أنَّهم كانوا فقط معجبين به وقد كانت هناك رسائل لم يُذكر فيها فيدرر مطلقا.
وأظهرت النتائج أنَّه كلَّما كان الرابط المذكور بين صاحب الرسالة وروجر فيديرر أقوى، كلَّما قلَّ إعجاب الطلبة المشتركين بصاحب الرسالة حيث اعتبروا أن ذلك الشخص انسان متلاعب.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: هبة جحيش