مع تفشي فيروس كورونا، عادت الأعمال الأدبية المتعلقة بالأوبئة إلى الواجهة. إليكم مقتطفات من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت انتشار الأوبئة وتأثيرها النفسي والمادي على حياة البشر.
- الطاعون، ألبير كامو: 《وقد خيم على المدينة نوع من الخمول الحزين، وراح كل من يقبعون وراء تلك الجدران الطّويلة المتداعية، أو يجوسون خلال الشوارع ذات المعارض الزجاجية التي يعلوها التراب، أو يتكدّسون في عربات الترام ذات اللون الأصفر القذر، يشعرون كما لو كانوا سجناء تحت هذه السماء》.
الطاعون للأديب ألبير كامو (حائز على جائزة نوبل للآداب) : تعتبر رواية الطاعون من كلاسيكيات الأدب العالمي ومن أعظم ما كتب الأديب الفرنسي ألبير كامو. تدور أحداث الرواية في مدينة وهران الجزائرية الخاضعة للاستعمار الفرنسي والتي تهددها جرثومة الطاعون. يشرع كامو في روايته بوصف المشاعر الانسانية لمختلف الطبقات الاجتماعية بداية من الأطباء إلى المجرمين، ثم يطرح المشكل الجوهري الذي يتمثل في ماهية القدر والموت.
- الحب في زمن الكوليرا، غابريال غارسيا ماركيز: 《 أنظري ما أسذجه، فهو يدّعي أنه يموت بي! كأنني مرض القولنج العنيف》.
يروي لنا الكاتب الكولومبي القدير والحاصل على جائزة نوبل للآداب، قصة حب فلورنتينو وفيرمينا والتي تمتد من سن المراهقة إلى غاية بلوغهما العقد السابع من العمر، وما يواجه حبهما من حروب أهلية، أمراض وأوبئة، صراعات إيديولوجية وتطور تكنولوجي، وكيف تتحول الكوليرا في نظر الحبيبين من نقمة إلى نعمة.
- العمى، جوزيه ساراماغو: 《 الأكثر رعبا من العمى، هو أن تكون الوحيد الذي يرى!》
رحلة مُبهمة في ذوات البشر ومصائرهم. عندما نصاب جميعا بالعمى، ينتقل هذا المرض إلى أرواحنا وتبرز أشد غرائزنا ظلاما. يصف لنا الكاتب البرتغالي المتحصّل على جائزة نوبل للآداب، تأثير العمى والحجر الصحي على تصرفاتنا البشرية، ويصف بكلماته حزمةً من المشاعر المتناقضة، أبرزها: الحب، الخيانة، الجشع، الشهوة، الإيثار، الديكتاتورية والاستبداد.
- إنقطاعات الموت، جوزيه ساراماغو: 《في اليوم التالي لم يمت أحد》.
هكذا يبدأ ساراماغو روايته التي، عكس سابقاتها، تتحدث عن اختفاء الموت. الوباء المنتشر في هذه الراوية لا يؤدي إلى الموت، بل إلى الحياة الأبدية. قد يبدو هذا رائعا للوهلة الأولى، خاصة في نظر الأشخاص الذين يتوقون للخلود، ولكن سرعان ما يوضح ساراماغو أنها كارثة تهدد البشرية.
لقد أثار غياب الموت فوضى لا مثيل لها ولم يسبق أن عرفتها المجتمعات، وعلى البشرية أن تتقبّل الموت على أنه النصف المكمِّل للحياة، ورغم أن هذه الفكرة تتناقض ظاهريا مع نفسها، إلا أن الموت، فعلا، يضمن استمرارية الحياة.
إعداد: سمية صغيور
تدقيق لغوي: هبة مركانتية
تصميم: رامي نزلي