يتم التحكم بالسبات أساسًا من نظام الغدد الصماء. وهي غدد في الجسم تغير وتعدل كميات الهرمونات المفرزة ويمكنها أن تتحكم في كل جانب من الجوانب الفسيولوجية للسبات :
الغدة الدرقية – وهي الغدة التي تتحكم في مستويات التمثيل الغذائي والنشاط
الميلاتونين الهرمون الذي يتحكم في نمو الأغطية الشتوية
الغدة النخامية- وهي الغدة التي تُسيطر على تراكم الدهون ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس، فضلًا عن وظائف التمثيل الغذائي
الأنسولين – الهرمون الذي يُنظم كمية الجلوكوز (السكر) التي يحتاجها الحيوان
عندما يدخل حيوان ثديي السبات، يصبح نوعًا ما مثل الحيوانات ذوات الدم البارد, ودرجة حرارة جسمه تختلف تبعًا لدرجة الحرارة من حوله.
ومع ذلك، لا يوجد حد أدنى لدرجات الحرارة، والمعروفة باسم الدرجة الملائمة إنها مثل وضع درجة الحرارة على جهاز تنظيم الحرارة في المنزل. عندما تصل درجة حرارة جسم الثدييات إلى تلك النقطة ، الأيض ينشط وتُحرق بعض الدهون الاحتياطية. الخفض الشديد لدرجة الحرارة يتطلب وجود كمية هائلة من الطاقة للتسخين مرة أخرى.
في الأيام الباردة المظلمة من المغري أن تتخيل اطفاء نفسك حتى يعود الطقس أكثر دفئًا. العديد من الحيوانات تفعل ذلك تمامًا من خلال الدخول إلى الحالة المعروفة بالسبات ، مما يخفض من وظائفها الجسدية إلى أدنى حد ممكن، وتستخدم مخازن الدهون في جسدها للحصول على الطاقة.
هل يمكن للبشر الدخول في السبات بنفس الطريقة؟
متى و إلى كم من الوقت تدخل الحيوانات في سبات يمكن أن يختلف هذا بشكل كبير، قد تتراوح من عدة شهور من السنة، لمجرد بضع ساعات في اليوم على مدى بضعة أشهر. بعض الحيوانات، مثل الفئران و الطيور الطنانة، تدخل في حالة من السبات بشكل يومي إذا كانت بحاجة لتوفير الطاقة، مثل القنافذ والدببة، تحتاج إلى فترات طويلة من السبات، وتكون عادة خلال فصل الشتاء (وهذا هو ما نسميه بالسبات ). أما تلك الأنواع التي تدخل في سبات كل عام، حتى لو كانت الظروف في الخارج مستقرة، يسمى سباتها بالسبات الإلزامي.
حقيقة أن الثدييات الكبيرة مثل الدببة وحتى القردة ،يمكن أن تدخل في السبات تعني من الناحية النظرية أن البشر ليسوا كبارًا بما فيه الكفاية أو جياعًا للطاقة للدخول في سبات. وكذلك لدينا أصل تطوري يمنعنا من القيام بذلك ، كما تم العثور على الحيوانات التي تدخل في حالة سبات على نطاق واسع في جميع أنواع الثدييات .
السيطرة على انخفاض درجة الحرارة والتمثيل الغذائي طرق بالفعل استخدمت على نطاق واسع في الممارسة السريرية (الاكلينيكية) ، مثال على ذلك أثناء جراحة القلب وحماية الأنسجة من التلف عندما ينخفض تدفق الدم، كما يحصل بعد الجلطة. خفض درجة حرارة الجسم والتمثيل الغذائي يعني أن الخلايا بحاجة أقل للأوكسجين، مما يسمح بالبقاء على قيد الحياة في بعض الظروف عندما لا يمكن أن يتم تسليم الأوكسجين.
ويبدو أن عملية التبريد الاصطناعي في البشر مماثلة لعملية السبات العفوي في الحيوانات من حيث أنه يتضمن انخفاض التنفس ومعدل ضربات القلب والتمثيل الغذائي. ولكن الفرق الرئيسي هو أن الحيوانات تعرف طريقة للدخول بأمان وبشكل عفوي في السبات. لكن خفض درجة حرارة جسم الانسان يتطلب استخداما مكثفا للعقاقير.
واحدة من الصعوبات مع تكرار سبات هو أننا لا نعرف حقًا كيف تبدأ الحيوانات في العملية وكيف تحافظ عليها.
وهناك صعوبات أخرى منها أن السبات يؤثر على الدماغ عن طريق خفض وإعادة تنظيم الاتصالات المشبكية التي هي أساس ذاكرتنا. وتبين البحوث في الحيوانات مثل الخفافيش أن معظم الذكريات محفوظة حتى بعد عدة شهور من حالة الاكتئاب العصبي شبه الكامل. ولكن يبدو أن بعض الذكريات أكثر صمودًا من غيرها، مثل القدرة على تذكر الأقارب.
لذلك إذا أردنا إحداث سبات بشري سيكون من المهم معرفة كيفية الاحتفاظ بالذكريات على مدى فترة طويلة من السبات.
ولكن لكي نفهم تمامًا كيف يمكننا الدخول بأمان في السبات البشري، فإننا على الأرجح بحاجة إلى تشريح الدماغ وتحديد المسارات الجزيئية الرئيسية التي تنظم وظائف نومنا.
المصادر : هنا – هنا – هنا – هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق : حناشي مونيا
تصميم : عبد الرزاق
تدقيق علمي : وينتن ياسين
صوت: زينب هلالي